الديكتاتور المحبوب أعدمه الأمريكيون وداعش نسفت قبره |
خبر كُتب عبر العديد من المواقع ووكالات الأنباء المحلية منها والعالمية، قرأه الكثيرون ولم يهتموا به، رغم أن الشخص محل الخبر كان يتصدر كبريات الصحف ووكالات الأنباء قبل عشر سنوات، يتصدرها اسما وصورا، إنه صدام حسين.
"تعرض قبر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للتدمير إثر المعارك بين الجيش العراقي وتنظيم داعش في مسقط رأس الرئيس الراحل بتكريت"، ورغم التدمير الذي لحق بالضريح إلا أن سكان المنطقة من العرب السنّة قالوا العام الماضي إنهم نقلوا جثمان صدام إلى موقع آخر لم يعلنوا عنه.
ولد صدام في قرية العوجة التابعة لمدينة تكريت في وسط العراق عام 1937. وانضم لتنظيم حزب البعث في العراق وهو في العشرينات من عمره.
بدأ نشاطه السياسي العنيف عام 1959 بالمشاركة في محاولة اغتيال رئيس الوزراء، آنذاك، عبدالكريم قاسم. وهرب إثر ذلك إلى سوريا ومنها إلى مصر حتى عام 1963 حين عاد بعد انقلاب 8 فبراير الذي أطاح بالحكومة. وبسبب عمليات القمع الدموي التي مورست بعد الانقلاب أبعد حزب البعث عن السلطة على يد حليفه الرئيس عبد السلام عارف، بعد نحو تسعة أشهر.
ركز صدام حسين بعد انقلاب 1968 على كيفية الارتقاء في سلم الحكم والوصول إلى أعلى المراكز. واستطاع تحقيق ذلك مستخدما جميع الوسائل العنيفة للتخلص من خصومه ومنافسيه وكل من يشك بعدم ولائه داخل الحزب الحاكم وخارجه- بحسب تقرير منشور على موقع بي بي سي.
حكم العراق لأكثر من ثلاثين عاما بينها عشرون عاما كرئيس للدولة، ووصف عهده بأنه شهد انتهاج أقسى وسائل القمع واتخاذ أكثر المواقف تعنتا، وأدخل العراق حربين مع جارتها إيران عام 1980، بعد سنة واحدة من توليه رئاسة الدولة. وبعدها بـ10 سنوات غزا الكويت ونشبت على إثرها حرب الخليج الثانية.
بسبب قبضته الأمنية والاستخباراتية القوية والتنكيل بمعارضيه، تعرض صدام لمحاولات لاغتياله أو الإطاحة به، كما جرت محاولة لاغتيال ابنه عدي عام 1996 سببت له عاهة مستديمة.
أدعت الولايات المتحدة الأمريكية، أن نظام صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، وهو ما رفضه الأخير، وعلى إثره فرضت الأمم المتحدة وواشنطن عقوبات اقتصادية على بغداد، ورغم التعنت الذي أبداه صدام في التعامل مع قرارات الأمم المتحدة ولجان التفتيش اضطر للالتزام باتفاق النفط مقابل الغذاء الذي يسمح ببيع العراق بعضا من نفطه لشراء أغذية وأدوية.
أدت الخلافات حول التفتيش عن أسلحة التدمير الشامل إلى تعرض العراق لقصف أمريكي بريطاني في ديسمبر عام 1998، واستمر القصف على منطقتي حظر الطيران المفروضتين في الشمال والجنوب، حتى دخول قوات التحالف في أبريل 2003، وسقوط بغداد وفرار المسؤولين العراقيين ومنهم صدام حسين.
لأكثر من شهر، حاول الأمريكيون العثور على صدام، حتى وجدوه داخل "حفرة العنكبوت" والتي تقع تحت مزرعة المواطن العراقي علاء نامق والذي عمل سائقا لصدام حسين، ويقول نامق " صدام حسين أتى بكل بساطة إلى مزرعته وطلب المساعدة، فوافقت، إلا أنني حذرته من احتمال انكشاف مخبأه والقبض عليه وعندها قد يتعرض للتعذيب".
نامق أكد أنه وأخاه وفي خضم رحلة مساعدة صدام، نقّلاه بين عدة منازل بعد غزو العراق عام 2003. وكشف أن الرجل لم يكن أبداً يستعمل الهاتف، لمعرفته أن الأمريكيين يتنصتون عليه. كما قال إن صدام كان يكتب ويقرأ كثيراً، وكان نهماً على النثر والشعر، إلا أن الجنود صادروا كل ما كتبه – بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وقال إن الرئيس العراقي كان يراسل زوجته وابنته لكنه لم يقابلهما، بل اقتصر زواره في المزرعة على ولديه عدي وقصي، وكان علاء هو من يرتّب لقاءهم في المزرعة. وبعد إلقاء القبض على صدام، أمضى علاء وقيس، بالإضافة إلى الرئيس، 6 أشهر "تعيسة وبائسة" كما يصفها، في سجن أبو غريب.
اعتقل صدام في قاعدة عسكرية أمريكية، وأجبر خلال المحاكمات على الاستماع الى متهميه يتحدثون عن سلسلة الجرائم التي ارتكبها نظامه إلى أن حكم عليه بالإعدام في ديسمبر 2006 بعد إدانته بارتكاب ''جرائم ضد الإنسانية''.
موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي العراقي السابق، والذي أشرف على إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، صباح عيد الأضحى، يقول "اتسلمت المهيب الركن عند الباب ولم يدخل معنا أي أجنبي أو أي أمريكي، كان يرتدي سترة وقميصا أبيض، طبيعي غير مرتبك، ولم أرَ علامات الخوف عنده"، مضيفا "طبعا بعض الناس يريدونني أن أقول إنه انهار، أو كان تحت تخدير الأدوية، لكن هذه الحقائق للتاريخ، مجرم صحيح، قاتل صحيح، سفاح صحيح، لكنه كان متماسكا حتى النهاية".
ويستكمل الربيعي في حواره مع وكالة الأنباء الفرنسية، "لم اسمع منه أي ندم.لم أسمع منه أي طلب للمغفرة من الله عز وجل، أو أن يطلب العفو، لم أسمع منه أي صلاة أو دعاء فالإنسان المُقدم على الموت يقول عادة: يا ربي اغفر لي ذنوبي أنا قادم إليك. أما هو، فلم يقل أيا من ذلك"، "عندما جئت به كان مكتوف اليدين ويحمل المصحف، أخذته إلى غرفة القاضي حيث قرأ عليه لائحة الاتهام بينما هو كان يردد: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، عاشت فلسطين، الموت للفرس المجوس" يقول الربيعي.
وتابع "قدته إلى غرفة الإعدام, فوقف ونظر إلى المشنقة، ثم نظر لي نظرة فاحصة، وقال لي: دكتور، هذا للرجال، فتحت يده وشددتها من الخلف، فقال: آه.. فأرخيناها له، ثم أعطاني المصحف، وقال أعطيه لابنتي، فقلت له: أين أراها؟ أعطه للقاضي، فأعطاه له".
"حصل خطأ اثناء عملية الإعدام إذ أن رجلي صدام كانتا مربوطتين ببعضهما البعض، وكان عليه صعود سلالم للوصول إلى موقع الإعدام، فاضطر الربيعي - بحسب ما يقول - وآخرون إلى جره فوق السلالم، وقبيل إعدام صدام الذي رفض وضع غطاء للوجه، تعالت في القاعة هتافات بينها عاش الإمام محمد باقر الصدر الذي قتل في عهد صدام, ومقتدي, مقتدي الزعيم الشيعي البارز حاليا، ليرد الرئيس السابق بالقول (هل هذه الرجولة؟)، وكانت أخر كلمات قالها (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا)، وقبل أن يكمل الشهادة، أعدم بعد محاولة أولى فاشلة قام بها الربيعي نفسه، الذي نزل بعد ذلك إلى الحفرة مع أخرين ووضعناه في كيس أبيض، ثم وضعناه على نقالة وأبقيناه في الغرفة لبضعة دقائق".
0 التعليقات:
إرسال تعليق