• اخر الاخبار

    الاثنين، 19 يناير 2015

    تطبيق مواد التربية الفنية في المناهج المطورة.غياب الاهتمام بـالتربية الفنية




    تطبيق مواد التربية الفنية في المناهج المطورة.غياب الاهتمام بـالتربية الفنية قتل المواهب الصغيرة في السعودية



















    وزارة التربية لـ «الشرق الأوسط»: نعاني نقص معلمي التربية الفنية خاصة في الابتدائية


     

      «صورة من حياتي اليومية» عنوان للوحة رسمها الطفل عبد العزيز الحارثي (تصوير: خضر الزهراني)



    جدة: عبد العزيز عاشور



    دفع الغياب الواضح للاهتمام بمادة التربية الفنية في المدارس الحكومية بالسعودية إلى قتل الكثير من المواهب الصغيرة في الفن التشكيلي، وسط تأكيدات رسمية من وزارة التربية أنها وجهت بوصلة الاهتمام منذ عامين نحو هذا الأمر بإيجاد منهج جديد ومتخصص يضمن وجود مستوى مناسب للطلاب والطالبات في هذا المنهج.



    وتتجاوز أصابع الاتهامات وزارة التربية لتتجه نحو معلمي ومعلمات مادة الفنية في المدارس باعتبارهم الرافد الأول أما لحضور تلك المواهب واكتشافها وإما بدفنها وتغييبها، وهو ما يتحدث عنه غرم الله محمد آل شريف، أحد أولياء الأمور، وهو أب لطالبتين في إحدى المدارس الحكومية، إحداهما في الصف الثالث، والأخرى في الرابع الابتدائي. ويقول «هناك عدم اهتمام باكتشاف المواهب الصغيرة وتطويرها في المدارس والاكتفاء بالأفكار التقليدية (ارسم شجرة، ارسم بحرا، وخلافه)».



    ويستطرد «نحتاج إلى تفعيل مادة التربية الفنية لتصبح طريقا لاكتشاف المواهب الجيدة في مجال الفن التشكيلي في المستقبل».



    وهنا يحضر محمد علي الشهري، المشرف التربوي بإدارة التعليم في شرق جدة ليعلق بقوله «في السابق لم يكن لدينا مرجع نعتمد عليه، وكنا نعاني تشتت الجهود، إضافة إلى اقتصار زمن الحصة إلى 45 دقيقة في الأسبوع، فضلا عن أن المحصلة التي يكتسبها الطلاب تنصب على الجانب المهاري فقط دون المسائل المعرفية».



    وأضاف «هذا الأمر الذي تمت معالجته في المنهج الجديد من خلال إضافة المهارات المعرفية المتمثلة في تاريخ الفن وعلم الجمال والتذوق الفني».



    في حين يؤكد أيضا لـ«الشرق الأوسط» صالح شبرق، رئيس قسم التربية الفنية في فرع وزارة التربية التعليم بالنسيم والمنسق الإعلامي التربوي بتعليم جدة، فيقول «إن المنهج المطور إثرائي متوافق مع أعمار الطلاب في كل مرحلة وهو ما يعد من مزاياه».



    وأضاف أن «الوزارة أرفقت معه كتاب دليل المعلم يوضح الخطوات المطلوبة التي يتوجب على المعلم أن يدرب الطلاب عليها»، مشيرا إلى أن هذا الدليل يفيد حتى غير المتخصصين من المعلمين.



    وعن معوقات وإشكاليات تطبيق المنهج يقول شبرق، إنها «تتركز في عجز ونقص في معلمين التربية الفنية، خاصة بالمدارس الابتدائية».



    ويستطرد شبرق «نحن نطبق نظام الإشراك، أي أن يقوم المدرس بالتدريس في مدرستين متقاربتين من حيث المكان في المرحلة المتوسطة، ولأن كرة الاتهامات ما زالت في ملعب التربية ومنسوبيها من المعلمين والمعلمات، إذ ينتقد طلاب وأولياء أمور الاهتمام المحدود بالفنية، وإن حدث فإنه يكون وبالا على أولياء الأمور بكثرة الطلبات التي لا توفرها التربية والتعليم، وخاصة في شق الطالبات، إذ يعود هنا ولي أمر إحدى الطالبات وهو غرم الله محمد آل شريف ليقول (أعاني معاناة أسبوعية من جراء زيارة المكتبة لشراء مواد وأدوات وخامات لابنتي تتعلق بالتربية الفنية)».



    وأردف «إن التكاليف المترتبة على شراء هذه الخامات مكلفة ومرهقة وبعضها يفوق سن ابنتي وفي حال تعذر شراء أي من المواد المطلوبة فإن حالة من البكاء تصيب بناتي ولا تنتهي إلا عندما أقوم بشراء طلباتهن»، مشيرا إلى أن سعر الطين مثلا، والذي يستخدم في بعض أفكار الفنية يصل إلى 25 ريالا.



    ولأن الحديث لا يكتمل إلا بحضور المعلمين والمعلمات أصحاب الشأن، فيعود هنا صالح شبرق ليرد بقوله، إن »الوزارة طلبت منا حصر الأدوات والخامات بمختلف أنواعها، وقد رفعت البيانات للوزارة وسمعنا عن حقيبة أطلق عليها مسمى حقيبة الطالب الفنية ستوفرها الوزارة لكل طالب، لكن حتى الآن لم يصلنا شيء، ولو تحقق هذا الأمر لحلت مشكلات تطبيق المنهج الجديد وتخلص أولياء الأمور من أعباء التكاليف المادية».



    من جهتها، أكدت وفاء قملو، مشرفة التربية الفنية في وزارة التربية والتعليم بمكتب شمال جدة لـ«الشرق الأوسط» حول حجم المعوقات بعد التغيير الإثرائي الذي حصل في المنهج المطور، سواء في تاريخ الفن أو النقد أو التذوق الفني أو علم الجمال أو المهارات الحرفية وتقول «كان ينبغي تأجيل البدء في تدريس هذه المادة حتى إنهاء معاناة العجز في معلمات التربية الفنية، خاصة في المرحلة الابتدائية أو إجراء عمليات تجريب استباقي في تطبيق المنهج لتلافي المعوقات».



    وقدرت قملو حجم العجز في المعلمين بنحو 50 في المائة، ودعت إلى توفير الخامات وفتح المجال لخريجي التخصصات الفنية والتدبير المنزلي للعمل في المدارس، إضافة إلى رفع الميزانيات المحددة للمادة.



    وفي السياق ذاته، تقول سوزان الصائغ التي تعمل محاضرة بجامعة الملك عبد العزيز في كلية التربية، إن «المادة أثرت في الفكر الفني لدى الطلاب ولاحظنا تطورا إيجابيا ملحوظا، خاصة أن المنهج أصبح ثريا بالمهارات والمعارف والنقد والتذوق وعلم الجمال»، منوهة بأن مادة الأشغال قد تحتاج إلى زيادة في المدة الزمنية للحصة.



    وعززت قملو تأكيدها بتأجيل البدء في تدريس هذه المادة بضرورة توفير وزارة التربية والتعليم ميزانية للخامات والمواد والأدوات للمعلمين والطلاب معا، ما دام الهدف من المنهج الجديد هو اكتساب الطلاب مهارات إيجابية متعددة لم يكن بعضها موجودا في المنهج القديم. نحن مثل غيرنا نستعين بالخامات البديلة والتعلم التعاوني للتخفيف من عناء تكاليف المواد عن أولياء الأمور، وقالت إن الشكاوى تلازمنا يوميا.



    وأضافت «ماذا يمكن أن نقول عن أدوات وأجهزة المعلمات مثل جهاز إذابة الشمع وجهاز الحرق على الخشب وغيرها من المواد التي تشتريها المعلمة من حسابها الخاص، إضافة إلى ما تطلبه بعض المواضيع من وسائط تقنية واستخدام الخامات البديلة التي لن تعطي نفس النتائج المطلوبة، لهذا ما زلت أكرر أنه يجب وضع حد لإنهاء كافة المعوقات وهذه المعاناة لنضمن سلامة تطبيق المنهج المطور ويستفيد أبناؤنا وبناتنا المعرفة والمهارات المرجوة».



    وأشارت إلى أن «الوقت بات كافيا للحكم على هذا المشروع لكي توفر وزارة التربية احتياجات المنهج»، مضيفة «إننا من بين الأشياء الجميلة التي لمسناها أننا عند كل مرة نقوم بها بزيارة المعلمات نشعر بحماس وجرأة الطالبات من جراء تطوير وتوسيع المنهج».



    وبالعودة إلى صالح شبرق، المسؤول الإعلامي في تعليم جدة، وللحديث عن استثمار المواهب الصغيرة، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أكثر دعم للموهوب يكمن في وجود أعماله في المعارض وعرضها للجمهور، وهناك في بهو مبنى وزارة التربية والتعليم بمحافظة جدة معرض لأعمال الطلاب من جميع الأعمار، مشيرا إلى أن هناك مدرسة (موهبة) في حي الفيصلية تابع لوزارة التربية والتعليم، لكن لا يوجد مركز حكومي خاص أو متخصص للموهبة في مجال التربية الفنية.



    وهو ما ذهب إليه محمد الشهري، المشرف التربوي ليقول، إن «دعم الوزارة للمواهب التي يكتشفها معلمو التربية معنوي يتمثل بإشراكهم في المعارض والمسابقات وبعض الفعاليات الصيفية، وليس هناك مراكز متخصصة للوزارة للمواهب في هذا الجانب»، مقترحا أن تقام ورش تدريبية للموهوبين على غرار ورش المعلمين التي تقام خلال العام الدراسي.


    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: تطبيق مواد التربية الفنية في المناهج المطورة.غياب الاهتمام بـالتربية الفنية Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    Scroll to Top